نهضت بنصرتك الرماح الذبل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نهضت بنصرتك الرماح الذبل لـ أيدمر المحيوي

اقتباس من قصيدة نهضت بنصرتك الرماح الذبل لـ أيدمر المحيوي

نَهضَت بِنُصرتك الرِماح الذُبَّلُ

وَقَضى بِطاعتك الكتابُ المنزَلُ

وَجَرى القَضاءُ بِما تَشاءُ كَأَنَّهُ

لَكَ بِالَّذي تَختارُهُ متكفِّلُ

من كانَ يَجهَلُ أَنّ حكمك نافِذٌ

يَسلِ الرِماحَ فَإِنَّها لا تَجهَلُ

عدّلتهن فُجرنَ في جرحِ العِدا

وَالجَورُ في الأَرماحِ حينَ تُعدَّلُ

أَنّى ينازَعُ في المَمالك مَن لَهُ

ذا الدَهرُ جارٌ وَالبَسيطةُ منزلُ

ملك تُذِلُّ لَهُ الصعابَ عَزيمَةٌ

عَلياءُ تنظُر كُلَّ أَمرٍ مِن عَلُ

لَم يَرمِ يَوماً عَن حنيَّة رَأيهِ

إِلا أُصيبَ مِن الصَواب المفصلُ

الكامِلُ السُلطانُ ظِلُّ اللَهِ نا

صِرُ دينِه المَلِكُ المُعمّ المُخوِلُ

ملكٌ إِذا عاينتَ فَضلَ يَمينه

أَيقَنتَ أَنَّ البَحر مِما يَبخَلُ

وَإِذا بُليتَ وَلا بُليتَ بِسُخطهِ

حَقَّقتَ أَن الخَوفَ مِما يقتُلُ

يُغني العُفاةَ وَثَغرُهُ مُتبسِّمٌ

يُردى الكُماةَ وَوَجهُهُ متهلِّلُ

سبقَ الملوكَ الأوّلين جَلالَةً

وَفَخامَةً فَهوَ الأَخير الأَوّلُ

مَلِكٌ لَهُ دون الفَواحشِ وَالخنا

من حِلية المَعروفِ سِترٌ مسبَلُ

يَستحسنون البَدرَ عَندَ كَماله

وَلأَنتَ أَحسنُ في العُيون وَأَجمَلُ

يَستعظِمون اللَيثَ عِندَ نِزالِهِ

وَلأَنتَ أَجرأ في الحُروب وَأَجزَلُ

بِالدين وَالدُنيا وَفي أَهليهما

نَقصٌ وَأَنتَ لِنقصهنّ مكمِّلُ

أَنتَ الَّذي بِبَهائِهِ وَوَفائِهِ

وَسَخائِهِ وَذَكائِهِ يُتَمثَّلُ

لَولاك لَم يَكُ لِلشَريعةِ جانِبٌ

يُرعى وَلا للحقّ قَولٌ يُقبَلُ

لَولا مَساعيك الجَميلةُ أَصبحت

غُررُ المَعالي وَهيَ شُعتٌ عُطَّلُ

لَم يُجرِ ذكرَك ذاكِرٌ في محفلٍ

إِلا تَعَطَّر مِنهُ ذاكَ المحفِلُ

لَم يُرمَ باسمك أَو برأيك معضِلٌ

إِلا اِنجَلى وَانجابَ ذاكَ المعضِلُ

لَما نَهدت إِلى الَّذين رَمى بِهم

في الجَهل حلمُك وَالتحلُّم يُجهلُ

نضجت جُلودهُمُ بِنارٍ أُوقدت

لِلخَوفِ بَينَ ضُلوعهم تتأكَّلُ

لَو أَيقَنوا أَنّ الفِرارَ مِن الرَدى

ينجيهُمُ فرّوا إِذاً وَتَسلّلوا

لكنهم علموا يَقيناً أَنَّهُم

لا يُعجِزونك أَحزنوا أَو أسهلوا

وَلَو أَنَّهُم أَلقوا مَقادةَ أَمرِهم

بِيديك حينَ قَصدتَهم وَتَوكَّلوا

لأنَلتهم ضِعفَي مُناهم راضيا

عَنهُم وَنالوا عاجلاً ما أَجَّلوا

لَكنّهم دُهِشوا بِهيبتك الَّتي

دُهِموا بِها وَهيَ المَقامُ الأَهولُ

فَتَحصَّنوا حَذَراً وَبَأسِك لَم يَكُن

لِيصدَّهُم لَو شئتَ بابٌ مقفَلُ

حَتّى إِذا جَمَعوا شَتيتَ حُلومهم

وَاستدبَروا آراءَهم وَاستَقبَلوا

وَقَفوا عَلى أَن لَيسَ عَنكَ لَهُم وَلا

لِسِواهُمُ عِندَ الحَقيقة مَعدَلُ

فَصَفحتَ عَما كانَ غَيرَ مؤاخِذٍ

فَخَطيئَةً تَعفو وَعُذراً تَقبلُ

وَعصت سجيَّتُك الكَريمَةُ فيهمُ

عَذلَ الهَوى إِنّ السَجيةَ تُعذَلُ

ما كنتَ لَو لَم يَعتدوا لتروعَهم

حاشاكَ مِن إِتيان ما لا يَجملُ

وَهُم العَبيدُ فَما لَهُم نَزعوا يَدا

عَن طَوع مَن ما شاءَ فيهم يَفعَلُ

تاللَه ما ضَرُّوا سواهم إِذ عَصوا

وَالسمُّ شاربَهُ يَضرُّ وَيَقتُلُ

ما ضَرَّ مَن في طَوعِهِ الثقلانِ أَن

تَعصيه شرذمةٌ عَلَيه تُعوّلُ

فليهنِ جِلَّقَ أَنَّها قَد أَصبَحَت

في مُستَقر الملكِ لا تَتَحوّلُ

وَأَنا الضَمينُ بِأَن سَيُسلى جِلَّقا

عَما مَضى مِن عُمرِها ما يُقبِلُ

فَاسلم عَلى نَهلِ الزَمان وَعلهِ

يا مَن بِهِ الدُنيا تجِلُّ وَتجملُ

فرغَ القَضاءُ وَلا مردَّ لِحُكمِهِ

مِن أَنَّ جَدَّ معانديك الأَسفَلُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة نهضت بنصرتك الرماح الذبل

قصيدة نهضت بنصرتك الرماح الذبل لـ أيدمر المحيوي وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن أيدمر المحيوي

أيدمر بن عبد الله التركي علم الدين المحيوي. شاعر له قصائد وموشحات جيدة السبك تركي الأصل من الموالي أعتقه بمصر محي الدين محمد بن محمد بن ندى فنسب إليه. اشتهر في العصر الأيوبي ولقب بالإمارة، وكان من معاصري بهاء الدين زهير وجمال الدين بن مطروح. ونعته ابن شاكر بفخر الترك. بقي من شعره (مختار ديوانه -ط) وكان له اشتغال بالحديث قال الشريف الحسيني كتب بخطه وحدث كثيراً وبقي حتى احتيح إلى ما عنده. وخرج لنفسه أربعين حديثاً من مسموعاته، وله شعر جيد. قال ابن سعيد المغربي فيه في كتاب المشرق: بأي لفظ أصفه لو حشدت جيوش البلاغة لفضله لم أكن لأنصفه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي