هذا التواضع إن أردت مواهبا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هذا التواضع إن أردت مواهبا لـ جرمانوس فرحات

اقتباس من قصيدة هذا التواضع إن أردت مواهبا لـ جرمانوس فرحات

هذا التواضع إن أردتَ مواهبا

تغنيك فاقصده تجدهُ واهبا

ملجاً يرى المترهبون بظلِّه

مرعىً خصيباً في الورى ومشاربا

من شاء رهبنةً بغير تواضعٍ

قد صار لصَّ حياتِه لا راهبا

إن التواضع في سمو محلِّه

سمةٌ لنا إن كان منا تائبا

سمةٌ لنا أن المسيح إلهنا

ولأجله ذقنا أسىً ومصائبا

فهو السماء وأنت فيها قائماً

متواضعاً فوق المجرة راكبا

من كان يرغب في الخَطا متعمداً

ليس التواضع فيه يوماً راغبا

هبط الملاك من السما متقهقراً

بالكِبرِيا وانحطَّ منها خائبا

ويشاهد المتواضعون بقلبهم

ما في السماء عجائباً وغرائبا

ما كان أولاني به لو أنني

أسعى إليه راهباً أو هاربا

أو ذائباً أو نادباً أو آئبا

أو راكباً أو راغباً أو طالبا

إسمع نداء الاتضاع فتهتدي

بندائه إذ قال قولاً صائبا

خذني هديت مساعداً في كلِّما

تهوى تجدني صاحباً ومصاحبا

فامنن على رمقي بخير تواضع

يا رب واجعلني بعفوك تائبا

واقبل بمريم ما أتيتُك مادحاً

إن اللسان يذود ذنباً عائبا

قد صار مدحي في سناها صادقاً

مذ كان مدحي في سواها كاذبا

ملئت وزادت في البشارة نعمةً

قد ألبستنا من العلاء مواهبا

أَستيرُ قالت إن جنسي هالكٌ

فأتته مريمُ بالخلاص مطالبا

ما بين أستيرٍ ومريمَ نسبةٌ

في الجنس وارتقتا لذاك مراتبا

أَستيرُ تحت ذمام ملكٍ كافرٍ

والبكرُ قد ولدت إلهاً ثاقبا

ملك الملوك يخصُّ مريمَ أمَّه

أرأيت أمّاً قط بكراً كاعبا

إن المعاني في صفات سموها

ساقت إلى نظم الكلام جنائبا

قد كنت أسعى في قريضي راجلاً

أصبحت في مدح البتولة راكبا

كالشمس إن طلعت أزاح ضياؤها ال

سامي من الأفق الرفيع ثواقبا

أخذت بطوق الليل حتى فرطت

من جيده سلكاً يضم كواكبا

خلع النهار على الدجى أسماله

من ذكرها واختارهن جلاببا

إن تأتها مستمطراً إنعامها

مطرت عليك من السماء سحائبا

إن تبلها تبل السرور مواكباً

أو تلقها تلق الجبال كتائبا

حصنٌ يصون الملتجين من العدا

ملأت قواصي العالمين عجائبا

من جاءها حاز النباهة والتقى

منها ونال رغائباً وغرائبا

لو عشت دهراً مادحاً أوصافها

قصرت لم أوف المديح الواجبا

شرح ومعاني كلمات قصيدة هذا التواضع إن أردت مواهبا

قصيدة هذا التواضع إن أردت مواهبا لـ جرمانوس فرحات وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.

عن جرمانوس فرحات

جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط) ، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و (الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط) ، و (إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب) ، و (المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و (بلوغ الأرب-خ) أدب.[١]

تعريف جرمانوس فرحات في ويكيبيديا

المطران جرمانوس فرحات - (1670-1732)وهو من أسرة مطر التي ارتحلت من لبنان من قرية حصرون في لبنان إلى حلب . وقد كان من الذين وضعو أساس النهضة في الشرق فكان شديد الاتصال بثقافة الغرب يعرف من اللغات العربية، الإيطالية، اللاتينية والسريانية، كما كان متضلعاً من المنطق والفلسفة وعلوم العرب والتاريخ الخاص والعام فضلاً عن العلوم الاهوتية، وكان له أيضاً مشاركات في علوم أخرى كالطب والكيمياء والفلك والطبيعيات . رحل إلى روما سنة 1711 ومنها إلى إسبانيا حيث تفقد ما بقي من آثار العرب وحصل على بعض المخطوطات وقفل سنة 1712 عائداً إلى لبنان ولما كان اسقفاً على حلب أنشأ مكتبة تعرف بالمكتبة المارونية وفيها بعض المخطوطات العربية النفيسة. وقد ترك من المؤلفات ما يزيد عن المئة في النحو، الإعراب، اللغة، العروض، الأدب، المنطق والفلسفة ومن كتبه المشهورة «بحث المطالب» في الصرف والنحو الذي لطالما تكرر طبعه وظل معتمداً في المدراس حتى العهد القريب .[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. جرمانوس فرحات - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي