هم مشتكى حزني إذ الحزن هدني
أبيات قصيدة هم مشتكى حزني إذ الحزن هدني لـ المؤيد في الدين

هم مشتكى حزني إذ الحزن هَدَّنِي
ومأمن نفسي حين تخبط في ذعر
ومسلك روحي في الخلاص إذا غدت
بما كسبته النفس في مَسْلَك وعر
أأنسى لمولانا على خطابه
لدنياه غرّى الغَيْرَ لسْتُ بمغتر
وقول سلوني قبل فقدي ظاهرا
لأظهر ما في الغيب من غامض السر
وصى رسول الله حقاً وصنوه
وصمصامه القطاع جمجمة الكفر
ومَنْ في حنين قد فداه بنفسه
وبارد نكَّاسَ الفوارس في بدر
بنى المصطفى إني شددت إليكم
رحال رجائي كي أشد بكم أزري
وإن كنت مقصوداً من الناس فيكم
فإني على قصد السبيل بكم أجري
أطهر نفسي حين أفديكم بها
فتطهيرها أن تفتدي لبني الطهر
وللكوكب الدري فيكم ولينا
معد سليل المصطفى صاحب العصر
عليكم سلام الله ما مَحَقَ الدجى
عن الجو في إشراقه طالعُ الفجر
بكم يسأل الله ابن موسى خلاصه
في الأسر في شر المنازل والحصر
ليدخل ظلا في فناء وليه
ظليلا ويثوي آمنا في حمى القصر
وصار دمي يَغْلي لِنَذْرِهم دمي
وأحشاؤهم تغْلي ببغْضي غَلي القدر
فلو لاَحظتْ عيناك إذ أنا فيهم
رَهِينُ وثاق الذل والعَجْزِ والأسرِ
أرى الليل يرديني إذا مد ظله
وأحسب من أسرى بي الصبح قد يسري
أروح إلى خوف وأغدو إلى جوى
وأخبط في جمر وأغرق في بحر
وأشكو إلى غير الحريز وأرتجي
ليكشف ضُرِّي من يضاعف في ضري
وإذا أنا في قطع من الليل مظلم
خِطارا لها تنشق أفئدة الصخر
لأعجبتِ إذ صادفتِ حُسْنَ تَثَبُّتي
وأكثرتِ لا شك التعجب من صبري
ومن كان ذا حال كحالي فإنه
إذا ما اكتسى ثوب البلى واسع العذر
فقالت أرى في كل يومين خطة
رمتك بها الأيام رمى أخي غُمْر
وأنت مقيم الضيم هكذا
وتوسع جلدا للمهانة والصغر
فقل لي ما معنى قيامك فيهما
وقُل وَيْكَ ما معنى قعودك عن مصر
فقلت قيامي طاعة وتباعة
لأمرِ وَليِّ الله في الخَلق والأمر
وحفظ لدين في عمارة داره
بلُيتُ وأبْلَيْتُ الجديد من العمر
وستر على قوم ضعاف مَدَدْتهُ
يُوارون قبل القبر إنْ غِبْتُ في القبر
أقارب هلكيِ بالإضاعة في غد
كما اليوم هم صرعي المجاعة والفقر
فقالت لأن تنأي وأنْتِ مُسلمٌ
فقد أمنوا أن يصبحوا منك في خسر
أحق وأولى أن يكون تَفَوُّقٌ
إلى الحشر ما فيه تلاق إلى الحشر
فقلت كفاني أن يصافحني الردى
بحب بني طه كفاني من فخر
نذرت فداء الروح نذرا أفي به
لمن فيهم قد جاء يوفون بالنذر
وفيهم أغر المدح من هل أتى أتى
بني المرتضى والمصطفى السادة الغُرِّ
و والنجم إذ فيها نجوم مدائح
تلوح من العلياء في الأنجم الزُّهْر
هُم عدتي في شدتي وهم الأولى
أرجيهم في العسر مني وفي اليسر
إذ كنت من حالي ومالي مُعْدِما
فإني من عقْد الولاء لهم مُثرى
شرح ومعاني كلمات قصيدة هم مشتكى حزني إذ الحزن هدني
قصيدة هم مشتكى حزني إذ الحزن هدني لـ المؤيد في الدين وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.
عن المؤيد في الدين
هبة الله بن أبي عمران موسى بن داؤد الشيرازي. ولد في شيراز سنة 390 وقد كان باكورة أعماله اتصاله الملك البويهي أبو كاليجار الذي أعجب به واستمع إليه، وحضر مجالس مناظرته مع العلماء من المعتزلة والزيدية والسنة. خرج المؤيد إلى مصر سنة 439. وقد كان من ألمع الشخصيات العلمية والسياسية التي أنتجها ذلك العصر، فقد كان عالماً متفوقاً، قوي الحجة في مناظرته ومناقشاته مع مخالفيه. قال عنه أبو العلاء المعري: والله لو ناظر أرستطاليس لتغلب عليه. وقد تمكن من إحداث إنقلاب عسكري على الخليفة العباسي القائم بأمر الله سنة 450 وأجبره على مغادرة البلاد ورفع راية الدولة الفاطمية فوق بغداد. ومن ذلك كله استحق لقب داعي دعاة الدولة الفاطمية.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب