وإذا أبو حفص ذكرت فمرحبا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وإذا أبو حفص ذكرت فمرحبا لـ أيدمر المحيوي

اقتباس من قصيدة وإذا أبو حفص ذكرت فمرحبا لـ أيدمر المحيوي

وَإِذا أَبو حَفصٍ ذَكَرت فَمَرحَباً

بِالصالِحين فَذاكَ جَمعٌ مفرَدُ

ذاكَ المُتَوَّجُ تاج قَولِ المُصطَفى

فيهِ وَأَيُّ صِفاتِهِ تَتَعدَّدُ

وَهوَ الموفَّق في مَواطِن حُكمه

آيُ الكتابِ لما يَقولُ توكّدُ

أمنيَّةُ الإِسلام دَعوةُ أَحمَدٍ

للدين يَنصره بِهِ وَيُؤيِّدُ

بَزَغَت بِهِ شَمسُ الهُدى وَتَدَفَّقت

نوراً وَوَجهُ الشِّرك أَسفَعُ أَربَدُ

وَعَلا مَنارُ الدَين يُنظَرُ جَهرَةً

ملءَ العُيونِ وَكانَ سِرّاً يُعبَدُ

في الجاهِلِيَّةِ فَضلُه ما فَضله

عريان لَيسَ يغمُّهُ مَن يُحسَدُ

وَأَحلَّه الإِسلامُ حيثُ أَحلَّه

فَلَهُ الفَخارُ طَريفُهُ وَالمتلَدُ

ذو السيرَةِ المُثلى الَّتي سارَت لَهُ

مَثَلاً يَبيدُ الدَهرُ وَهوَ مخلَّدُ

وسِعَ الرعيَّةَ إِذ تَقَلَّد أَمرَها

أَمناً يُقِرّهُمُ وَرفدا يَرفدُ

وَتَطلّعاً حَصرَ السِوارِ إِحاطةً

فَيُسَدُّ مختَلٌ وَيُصلَحُ مُفسَدُ

وَإِذا تهجَّعت العُيونُ سَرَت لَهُ

تَحتَ الظَلام سَرِيَّةٌ تَتَفَقَّدُ

فَتقيلُ وَهوَ مهجّرٌ يَسعى لَها

وَيَحوطُها فَتَنامُ وَهوَ مُسهَّدُ

سَعي الأَبِ البَرِّ الرَءوفِ لِصبيَةٍ

ضعفاءَ إِن هُوَ لَم يَقتهم يُجهَدوا

الخاشعُ الأَوّاهُ يَشتَمل العَبا

وَفَرائضُ الثقلَين مِنهُ تُرعَدُ

خَمصانَ مُنطَوي الضُلوع عَلى الطَوى

وَالعَيشُ مِن جَدواه أَخضرُ أَرغدُ

يَدنو وَيَرفق للفَقير تَواضُعا

وَتُذيبُ هَيبتُهُ المُلوكَ وُتُجمِدُ

بَردٌ وَمَرحَمَةٌ عَلى كَبدِ الهُدى

وَعَلى الضلالةِ غُلَّةٌ لا تَبرُدُ

رَيّان ما اِنبَجَسَت يَنابِعُ علمه

إِلا تَدفَّق مِنهُ بَحرٌ مزبِدُ

طلقُ اليَدين بِمالِهِ سَمحٌ بِهِ

وَهوَ الشَحيحُ بِدينه المُتَشَدِّدُ

وَصَدوقُ هاجِسةِ الظُنون مُحدِّثٌ

في يَومِهِ عَمّا سيُحدِثهُ الغَدُ

رُفعَت لَهُ في كُلِّ أَرضٍ رايَةٌ

بِيَديه في أَكناف طيبة تُعقَدُ

فَغدا سَوام الدين يَسرح آمِنا

في الأَرض يتهِم كَيفَ شاءَ وَيُنجِدُ

وَأَقامَ مِنهُ عَزمَةً عُمَرِيَّةً

طفِقَ العَدوُّ لَها يَقوم ويَقعُدُ

وَرَمى فَلَم يُخطِ النُحورَ وَلَم يَكُن

يَوماً لِيُخطى السَهمُ وَهوَ مسدَّدُ

نفحَ الصَليبَ وَعابديه بِسَطوةٍ

سَلَّت نِظامَ عُقودهم فَتبدّدوا

قسمَ المَنيَّةَ وَالمَذلَّةَ بَينهم

وَالذُلُّ أَكبرُ في النُفوس وَأَنكدُ

فَمضرَّجٌ بِدِمائه أَو هاربٌ

بِذَمائِهِ أَو في الحَديد مصفَّدُ

وَاستخلف الإِسلامَ في أَوطانِهم

فغد المثلّثُ ثَمَّ وَهوَ موحِّدُ

وَأَزال قَيصَر عَن أسرَّةِ مُلكه

فَنَجا بِمهجته يُشلُّ وَيُطرَدُ

يقري عَلى الشام السلامَ وَقَد لَوى

عُنُقا إلَيهِ لِنَظرَةٍ تَتَزَوّدُ

وَسَما لِكِسرى بِالعِراق فَأخمدَت

فَتكاتُهُ ناراً لَهُم لا تُخمَدُ

بِفَوارسٍ أَجلَت وَقائعَ مِنهُمُ

عَن فارسِ الأَحرار وَهيَ الأَعبدُ

وَرَمى مَقاتل مَصر غَيرَ مُخاتِلٍ

رَمياً تُصابُ بِهِ الطُلى وَالأَكبُدُ

فأَتتهُ طائِعةً تَلوذُ بِعفوِهِ

مِن بَأسِهِ وَهمُ بِذَلك أَسعَدُ

وَتَتبَّع الدُنيا بِهمّة راغِبٍ

فَيما هُنالك وَهوَ فيها أَزهَدُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة وإذا أبو حفص ذكرت فمرحبا

قصيدة وإذا أبو حفص ذكرت فمرحبا لـ أيدمر المحيوي وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن أيدمر المحيوي

أيدمر بن عبد الله التركي علم الدين المحيوي. شاعر له قصائد وموشحات جيدة السبك تركي الأصل من الموالي أعتقه بمصر محي الدين محمد بن محمد بن ندى فنسب إليه. اشتهر في العصر الأيوبي ولقب بالإمارة، وكان من معاصري بهاء الدين زهير وجمال الدين بن مطروح. ونعته ابن شاكر بفخر الترك. بقي من شعره (مختار ديوانه -ط) وكان له اشتغال بالحديث قال الشريف الحسيني كتب بخطه وحدث كثيراً وبقي حتى احتيح إلى ما عنده. وخرج لنفسه أربعين حديثاً من مسموعاته، وله شعر جيد. قال ابن سعيد المغربي فيه في كتاب المشرق: بأي لفظ أصفه لو حشدت جيوش البلاغة لفضله لم أكن لأنصفه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي