وذاك إذا ما مات فات وهذه
أبيات قصيدة وذاك إذا ما مات فات وهذه لـ المؤيد في الدين

وذاك إذا ما مات فات وهذه
إذا امتَنَعتْ من أن تشوبَ الشوائبا
ووالَتْ وليَّ الله في الأرض وانتحت
له حَدَباً في الحق أبْلَجَ لاَحِبا
غدت مَلكا فوق السماء مقربا
سلاما إلى دار السلامة آئبا
فوجْهكَ نحو الدين ولِّ ووالِ من
تَنَالُ به إن نِلْتَ تلك المَراتبا
وذاك هو المستنصر الطاهر الذي
به عاد مغلوبٌ من الخلق غالبا
معدٌ أمير المؤمنين الذي بدا
شهابا يُضيء الشرق والغرب ثاقبا
صراط الإله المستقيم لذي النُّهَى
ويُثْبِت ذا جهل عن الحق ناكبا
زلازل أرواح العدى وسكينة
يَخُصُّ بها أهل الهُدى والأطايبا
يقوم مقام الله بين عباده
متيحا لهمْ رُوحَ الحياة وسَالِبَا
ويخلق من طين ملائكة لها
ذوائبُ مجد قد علَوْنَ الذَوَائِبَا
امامٌ إمَامٌ للمدائح مدحه
مناقبه تكسو الجَمَال مناقبا
تلاحظ منه الحق في الخلق ماشيا
وتُؤنس روح القدْس في الإنس راكبا
وتلقى النبي المصطفى إن لقيته
خلائق لاُهوتِية وضَرَائِبَا
ترى منه إن صلى النبيَّ مصليا
وتحسبه إذ قام يخطب خاطبا
وإن كنت لم تشهد مقامات حيدر
ولم تدر أنَّي كان يثنى الكتائبا
ولم تره فوق المنابر خاطبا
يُبَيِّنُ مِنْ غيب الأمور عجائبا
فشاهد مَعَدا نجله الطهر تلقه
له في العلى خِدْنا وفي المجد نائبا
هُوَ الليل مستخف به من أراده
وضوء صباح للذي كان ساريا
هُوَ الشمس مُولى شَمْسَ دنياه ضؤها
وموسع نُور بدرها والكواكبا
وهل فاتح باب السماء بمائه
سواه إذَا ما الماء أصبح ناضبا
وهل كاشف للسَّوء غيرُ دعائه
إذا السوء يوما ظل للذيل ساحبا
ومن ذا إذا المضطر يدعو يجيبه
سواه بحق حين يدعو المصاعبا
ومن ذا الذي الدهر العبوس يَهابُه
سواه ولَمَّا كان للناس هائبا
شرح ومعاني كلمات قصيدة وذاك إذا ما مات فات وهذه
قصيدة وذاك إذا ما مات فات وهذه لـ المؤيد في الدين وعدد أبياتها ثلاثة و عشرون.
عن المؤيد في الدين
هبة الله بن أبي عمران موسى بن داؤد الشيرازي. ولد في شيراز سنة 390 وقد كان باكورة أعماله اتصاله الملك البويهي أبو كاليجار الذي أعجب به واستمع إليه، وحضر مجالس مناظرته مع العلماء من المعتزلة والزيدية والسنة. خرج المؤيد إلى مصر سنة 439. وقد كان من ألمع الشخصيات العلمية والسياسية التي أنتجها ذلك العصر، فقد كان عالماً متفوقاً، قوي الحجة في مناظرته ومناقشاته مع مخالفيه. قال عنه أبو العلاء المعري: والله لو ناظر أرستطاليس لتغلب عليه. وقد تمكن من إحداث إنقلاب عسكري على الخليفة العباسي القائم بأمر الله سنة 450 وأجبره على مغادرة البلاد ورفع راية الدولة الفاطمية فوق بغداد. ومن ذلك كله استحق لقب داعي دعاة الدولة الفاطمية.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب