وريانة الأعطاف عاطشة الخصر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وريانة الأعطاف عاطشة الخصر لـ حسين الدجيلي

اقتباس من قصيدة وريانة الأعطاف عاطشة الخصر لـ حسين الدجيلي

وريانة الأعطاف عاطشة الخصر

بعيدة مهوى القرط مثقلة النحر

مهفهفة الأعطاف مهضومة الحشا

مرجلة الأبراد طيبة النشر

فحاجبها شحط وأما جبينها

فصلت وأما ثغرها معدن الدر

خلوت بها والركب طاف به الكرى

وغاب رقيب الحي عنا فلا يدري

بليل يهيم اللون أرخى سدوله

فأردف حتى ظل فيه القطا الكدري

على سفحات السفح من أيمن الحما

على الروضة الغناء من منبت السدر

تعاتبني إني أبوح بحبها

وتلك دموع كنت أودعتها سرى

بأيام هجر أعقبتها بوصلها

بها كنت مطوى الضلوع على الجمر

فهب لنا ساق صبيح كأنما

تدلى على البطحاء من فلك البدر

أغن غضيض ينفض المرد شادز

يعلم هاروتا وماروت للسحر

يدير صحافا من لجين نقية

بها كمذاب التبر صافية الخمر

لها حيب مثل الجمان كأنما

تساقط منثور الحباب من العقر

فبتنا نشاوى والعفاف يلفنا

فخد على خد وصدر على صدر

فيالك من ليل بلغت به المنى

وفزت بأقصى ما أرجيه من دهري

كليلة زفت منبني المجد والعلى

عفيفة مهوى الذيل مرهوبة الخدر

لقد شمخت فضلا على كل ليلة

كما شمخت في فضلها ليلة القدر

إلى من تسامى رتبة مشمخرة

بسؤدده من دونها رتبة النسر

بآبائه سر النبوة مودع

وقد كاد أن يسري إلى ذلك السر

فكم فيه من آيات علم تحصنت

فسارت مسير الشمس في البر والبحر

فإن كنت لم تعلم بتقواه سل بها

ظلام الدجى من قام للشفع والوتر

ومن ذا يناجي الله والناس هجع

يسبحه فيه إلى مطلع الفجر

يمينا بأعلام المحصب من منىً

وزمزم والبيت المحرم والحجر

بأن الورى لو انصفت علماؤها

لسارت على آثاره حيث ما يسري

فكم من فروع غامضات دقيقة

تفرع عن فكر أدق من السحو

وكم مشكلات قد أجاب سؤالها

وقد قال مثني الوسائد لا أدرى

وكم بات ريانا لسان يراعه

ينضد منثور اللئالي من الحبر

فهيهات إن أحصي بنظمي صفاته

فإن مزاياه تجل عن الحصر

إذا عبست شهب السنين وقطبت

حواجبها والقطر ظن على القطر

وقد أطفأت نار القرى سادة الورى

وأصبح لا يقرى الكريم ولا يقرى

تشب له فوق الرواسي مقابس

عراقبة قد كاد يبصرها المصرى

يجود بلا من عليك ولا أذى

وكم من جواد يمزج الحلو بالمر

فتى طبق الأقطار جوداً ونائلا

بمرزمة تهمي على العبد والحر

تود ذوو الآباء يتما لأنها

تراه على الأيتام كالوالد البر

فخذ لك بكراً قد تحلت بمدحكم

تطوف على ناديك كالناهد البكر

تزف وما غير القبول صداقها

فإن قبلت قد أدركت منتهى المهر

وما زفها فقر إليك وحاجة

إذا كنت قد حييت أنت فما فقرى

وجودك لي فيه غناء وثروة

فلا زلت موجودا كما لم أزل مثر

فدمتم بني المهدي ما هبت الصبا

على الدوح أو غنى على بأنه القمري

بعيش رغيد لا يصافحه الأذى

تصافحه كف المسرّة بالبشر

شرح ومعاني كلمات قصيدة وريانة الأعطاف عاطشة الخصر

قصيدة وريانة الأعطاف عاطشة الخصر لـ حسين الدجيلي وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن حسين الدجيلي

حسين بن أحمد بن عبد الله الدجيلي النجفي أبو علي عز الدين. من مشاهير عصره في العلم والأدب. ولد في النجف ونشأ بها على أبيه فلقنه مبادئ العلوم، ثم قرأ على السيد حسين الطباطبائي الفقه والأصول وأخذ العلم عن كثيرين حتى اشتهر. له شعر رائق جزل اللّفظ حسن المعنى. زار الكاظميّة فمرض بها مرضاً شديداً أجبره إلى الرّجوع إلى مسقط رأسه وكان بصحبته ولده سليمان فحمله مسرعاً إلى النجف غير أن المنية اغتالته بين المسيب وكربلاء فحمل ولده جثمانه إلى النجف.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي