يا أنيس الفؤاد بعدا وقربا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا أنيس الفؤاد بعدا وقربا لـ المؤيد في الدين

اقتباس من قصيدة يا أنيس الفؤاد بعدا وقربا لـ المؤيد في الدين

يا أنيسَ الفُؤادِ بُعْداً وقُرْبا

لمْ يَذَرْ لي الفُرَاقُ عَقْلا وقلبَا

كان حَرُّ الأهواز عنْدي بَرْدا

وشَرِاباً عَذَابُه لِيَ عَذْبَا

ورياحُ السَّموم رَوحَ جِنانٍ

وسوادُ السِّباخ نَوْراً وعشْبا

حين كان المُرَادُ منك قريباً

نَلْتَقي دَائِباً وأقْصاهُ غبَّا

نَتَجارَى ويُؤنِسُ البعضُ بَعْضا

ونُقَضِّي وقْتاً ونْطرُدُ كرْبَا

ترتع النْفْسُ في حَدَائقَ قُربٍ

مِنْك قدْ أُشبِهت حَدائق غُلبا

فافْترقْنا وفرَّقَ الدَّهرُ شَمْلاً

لِسُرُوري وَصَبَّ دَمْعِيَ صَبَّا

شُقَّ مِنِّي الفؤادُ شَقًّا وأشْقي

بالضَّنا شَيِّقاً إلى الوَصْلِ صَبَّا

لسْتُ أنساهُ طَالعاً لي مِنَ البا

ب حَبِيباً أتى يَزُور مُحِبَّا

قلت أهْلا بنورِ عَيْني وإن كا

ن إهابي مِنْهُ لملآن عَتْبا

قل ذا العَتْبُ كلُّه والتَّجَنِّي

لِمَ قُلْ لي فَلَسْتُ أعرفُ ذَنْبا

قلت بالأمس لمْ تَجُدْ بلقَاءٍ

ولقَدْ كان لي مِنَ الطول حُقْبا

قال وسْوسْتَ إذ تَراخَيْتُ يوْماً

وجعلت الشَّجا لنفسك تِرْبا

فلئن غبْتُ فكَيفَ تصنعُ بعْدي

أم مِنَ الشَّعْب كيف تسلك شِعْبا

ولقدْ جئْتُ قاِصداً لوداع

لك كي أنْثِنى وأَلحقُّ صَحْبا

ثمَّ ولي وقال اسْتَودعُ الل

ه مُحبًّا ما شابَ باُلحبِّ حُبَّا

فرأيْتُ الدُّموعَ تَنْهلُ سَكبا

جَزَعاً والحَياةَ تُسْلَبُ سَلْبَا

ورأَيتُ الَحريقَ بَيْنَ ضُلوعي

يَنْهَبُ الصَّبْرَ والتماسُكَ نَهْبا

فَلَوَ أن امْرَأً بِصَدْمَة هَمٍ

كان يُرْدَى قَضَيْتُ للحال نَحْبا

في حِمَى الله رَاحِلٌ يُرْحل الأن

سَ ولم يُبْق سَالِماً لِيَ جَنْبا

قُلْ لمن ضَامَني بصدٍّ وأزْكى

نارَ وَجْدٍ بَيْنَ التَّراقِيَ وَشْبا

أترَى إذْ لمْ أسْتطِيع منك صبْرا

أفَلا أسْتطِيعُ في الأرْض ضَرْبا

إنْ تكنْ لي شِيرَازُ داراً ومنها

نَشَأَ الجسْمُ لي وَلِيداً وشَيْبا

فَحقيقٌ مقْتى لهَا فهْيَ عُشٌّ

لعَتيقٍ ولأدلَم الرِّجْس نُصْبا

قد بَدا لِي مِنَ الإِياب إليْها

ضَاقَ بي شرْقكُم فيَمَّمْتُ غَرْبا

قاِصدًا مِنْ حِمَى معد جنابا

حُفِّ بالرُّشْدِ والمَسَاعِد رَحْبا

الامامُ المستنصر العائذُ الدي

نُ بِلُقْياهُ اخْضَرَّ العودُ رَطْبا

رد نحس الأَيام من نقله الظا

هر سَعْدًا وسَودُها رد شَهْبا

فَغَدا ضاحِكَ المَباِسِم دينٌ

كان يَذْرى الدُّموعَ غَرْبا فَغَرْبا

وغدا ماضيَ الغِرارَين سَيْفٌ

للهدى فَلَّ فَقدُه منه غرْبَا

وبه عالِمُ الملائك أمْسَى

مُسْتَقِلًّا وأمرُه مُستَتِبَّا

واسْتَقامَتْ أفلاكهُ دائرات

بِمَعدٍ إذ قام منهن قُطْبا

وبه الأرْضُ أنْبَتَتْ باهْتزَازٍ

بعد فَرْطِ الهْمودِ حَبًّا وأبَّا

وبه ماءُ رَحْمَة الله أمْسى

فائِضاً في الأناِم سَكْباً فَسَكْبا

حَبَّذا مِصْرٌ بالإِماِم معد

سيد العالمين عَجْماً وعُرْبا

يا مسيحا يُكَلِّمُ النَّاسَ طِفْلا

ضَلَّ في شَأنِه أخو اللُّبِّ لُبَّا

لَسْتَ دون المَسيح سَمَّاه رَبَّا

أَهْلُ شِرْكٍ ولا نُسَمِّيكَ رَبَّا

تَربُ نَعلَيْك ليته كُحْل عيْني

أم لِنَعْليْكَ ليْتَني كُنْتُ تُرْبا

لِيَ نَفْسٌ تِشيمُ بَارقَ خَطْبٍ

مِنْكَ قدْ يُبْهِرُ النَّواظِرَ خطْبا

في ظَلاٍم تَجْلو ونورٍ تُجلِّى

وبجَدبٍ عنه تُعَوِّضُ خِصْبا

وبحارٍ مِنَ المَقاِنبِ تَسري

ألِفوا النَّصْرَ في المقَاصِدِ رُعْبا

يَخْطفونَ الأَرْواحَ بالرُّعب خَطْفا

قبْلَ أنْ يشهدُوا لدَي الحَربِ حَربا

يَنْفذون الأَطواد في الطَّعْن طَعنا

وَيَشُقُّونها لدَى الضَرْبِ ضَرْبا

فَتَرى النَّقْعَ في حِمَى الحرب ليلا

وبِراقَ الحِرَابِ والبيضِ شُهْبا

والعِدَى كالغُثاء يَحْمِلهُ الرِّي

حُ بأدْنى أجْزَائِها حينَ هَبَّا

حَكَمَ الله أن يَرُدَّ إليْكم

مُلْكَ دنْياكم الذي نِيلَ غصبا

ويُذِلُّ الصِّعابَ للفاطمي

ينَ وَيَصْفى لهمْ من الدَّهر شِرْبا

ويُذِلُّ العدى فيَلْقَوْنَ خَسْفا

ومَضِيقا في مَدْرَج العْيشِ صَعْبا

هبةُ الله في قُلوبِ الأعَادِي

بِنَظيم الألفاظِ يَثْقبُ ثَقْبا

هُو في حَوْمة الجِهادِ مَدى الده

رِ يُلاقى الطُّغَاةَ حِزْباً فَحِزبا

عِرْضُهُ عُرْضَةُ المَهاِلك في

الله فلا بأسَ لوْ تَقطَّعَ إرَبا

فَعَلى ذاك بَايَعَ الله قدْما

وبه باع منه مالاً وِسربا

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا أنيس الفؤاد بعدا وقربا

قصيدة يا أنيس الفؤاد بعدا وقربا لـ المؤيد في الدين وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن المؤيد في الدين

هبة الله بن أبي عمران موسى بن داؤد الشيرازي. ولد في شيراز سنة 390 وقد كان باكورة أعماله اتصاله الملك البويهي أبو كاليجار الذي أعجب به واستمع إليه، وحضر مجالس مناظرته مع العلماء من المعتزلة والزيدية والسنة. خرج المؤيد إلى مصر سنة 439. وقد كان من ألمع الشخصيات العلمية والسياسية التي أنتجها ذلك العصر، فقد كان عالماً متفوقاً، قوي الحجة في مناظرته ومناقشاته مع مخالفيه. قال عنه أبو العلاء المعري: والله لو ناظر أرستطاليس لتغلب عليه. وقد تمكن من إحداث إنقلاب عسكري على الخليفة العباسي القائم بأمر الله سنة 450 وأجبره على مغادرة البلاد ورفع راية الدولة الفاطمية فوق بغداد. ومن ذلك كله استحق لقب داعي دعاة الدولة الفاطمية.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي