يا هند كيف ينصب بات يبكيني
أبيات قصيدة يا هند كيف ينصب بات يبكيني لـ ثابت قطنة

يا هِندُ كَيفَ يَنصَبٍ باتَ يُبكيني
وَعائِرٍ في سَوادِ العَينِ يُؤذيني
كَأَنَّ لَيلى وَالأَصداءُ هاجِدَةٌ
لَيلُ السَليمِ وَأَعيا مَن يُداويني
لِما حَنى الدَهرُ مِن قَوسي وَعَذّر بي
شيبي وَقاسَيتُ أَمرَ الغَلظِ وَاللينِ
إِذا ذُكِرتُ أَبا غَسّانَ أَرقَني
هَمٌّ إِذا غَرَضَ السارونَ يُشجيني
كانَ المُفَضِّلُ عِزّاً في ذَوي يُمنٍ
وَعِصمَةً وَثِمالاً لِلمَساكينِ
ما زِلتُ بَعدَكَ في هَمٍّ يَجيشُ بِهِ
صَدري وَفي نَصبٍ قَد كانَ يُبليني
غَيثاً لَدى أَزمَةٍ غَبراءَ شاتِيَةٍ
مِنَ السِنينِ وَمَأوى كُلَّ مِسكينِ
إِنّي تَذَكَّرتُ قَتلى لَو شَهِدتَّهُم
في غُرَّةِ المَوتِ لَم يَصلوبِها دوني
لا خَيرَ في العَيشِ إِن لَم أَجنِ بَعدَهُم
حَرباً تَبيىء بِهِم قَتلي فَيَشفوني
لَقَد عَلِمتُ وَما الإِسرافُ مِن طَمَعي
إِنَّ الَّذي هُوَ رَزوقي سَوفَ يَأتيني
أَسعى لَهُ فَيَعنيني تَطَلُّبُهُ
وَلَو قَعَدتُ أَتاني لا يُعيسي
لا خَيرَ في طَمَعٍ يُدني أَو طَبعٍ
وَغُفَّةٌ مِن قَوامِ العَيشِ تَكفيني
أَنظُرُ في الأَمرِ يَعنيني الجَوابُ بِهِ
وَلَستُ أَنظُرُ فيما لَيسَ يَعنيني
لا أُكثِرُ القَولَ فيما يَنهَضونَ بِهِ
مِنَ الكَلامِ قَليلٌ مِنهُ يَكفيني
لا يَغلُبُ الجَهلُ حِلمي عِندَ مَقدِرَةٍ
وَلا العَضيهَةُ مِن ذي الضَعنِ تَكبيني
كَم مِن عَدوٍ رَما بي لَو قَصَدتُ لَهُ
لَم يَأخُذُ النِصفَ مِنّي حينَ يَرميني
شرح ومعاني كلمات قصيدة يا هند كيف ينصب بات يبكيني
قصيدة يا هند كيف ينصب بات يبكيني لـ ثابت قطنة وعدد أبياتها ستة عشر.
عن ثابت قطنة
ثابت بن كعب بن جابر العتكي الأزدي أبو العلاء. من شجعان العرب وأشرافهم في العصر المرواني، يكنى أبا العلاء، وقطنة لقبه لقب به لأن سهماً أصابه في إحدى عينيه أثناء اشتراكه في حروب الترك، فكان يضع على العين المصابة قطنة فعرف بها. له شعر جيد شهد الوقائع في خراسان (سنة 102هـ) حيث أصيب فيها بعينه ولما غزا أشرس بن عبد الله بلاد سمرقند وما وراء النهر، كان ثابت معه، ووجهه في خيل إلى "آمل" لقتال الترك، فقاتلهم وظفر. واستمرت معاركه معهم إلى أن قتلوه في حدود عام 110 هـ. والشاعر كان نصيبه سيئاً جداً من جانب المؤرخين، فلا يوجد ترجمة كاملة لحياته وسيرته. جمع ماجد بن أحمد السامرائي البغدادي ما وجد من شعره في (ديوان -ط) .[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب