تخلقت الطرواد لما الدجى أربدا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تخلقت الطرواد لما الدجى أربدا لـ سليمان البستاني

اقتباس من قصيدة تخلقت الطرواد لما الدجى أربدا لـ سليمان البستاني

تخلقت الطرواد لما الدجى أربدا

مغيراً وحلوا من عجالهم الجردا

وفوقاً قبيل الزاد حشداً تألقوا

ولم يجلسوا زعباً وإن ثقلوا جهدا

لقد هالهم أن ابن فيلا بدا لهم

وبعد اعتزال الحرب قد عاد مشتدا

بهم فولداماس الحكيم ابن فنش

تبدى خطيباً يفقه الحل والعقدا

نظورٌ لما يأتي خبيرٌ بما مضى

وليٌّ لهكطور ومن رهطه عدا

لقد ولدا في ليلةٍ بيد أنه

بدا دونه بأساً كما فاقه رشدا

فقال أصيحابي اقتفن نصيحتي

هلموا إلى إليون ذا الحين نرتدا

لدى الفلك في ذا السهل للفجر لا أرى

مقاماً وعنا السور تدون قد ندا

لقد كانت الأرغوس أسهل مأخذاً

وآخيل مشتد بعزلته حقدا

وكم شاقني إذ ذاك ليلي بقربها

على أمل بالقرب أن نبلغ القصدا

ولكنني أخشى وأدري بأنه

بحدته لن يرضين هنا الحدا

يجوز مرامي الجحفلين مغادراً

ليمتلك الأسوار والأهل والولدا

صدقتكم نصحاً فسيروا بنا فإن

يكف فذاك الليل في وجهه اسودا

ولكن إذا ما أصبح الصبح وانبرى

بعدته أيقنتموه الفتى الفردا

لإليون من ولى فمستبشراً نجا

ويشبع طيرا الجو والغضف من يردى

فلا طرقت هذي النوازل مسمعي

ولكن علمي ذا وإن ساءكم جدا

إذاً فلنقم في الليل حشداً مكثفاً

بإليون أسباب الوقاية نعتدا

فأبراجها الشما وأرتاجها التي

بأصفاقها زلجن نجلي بها الوفدا

وعند بزوغ الفجر بالعدد الأولى

تألقن نبدو فوق معقلنا حشدا

فهيهات آخيلٌ يفوز إذا بدا

بممتنع الأسوار مهما علا جهدا

يعود إذا ما أجهد الخيل حولها

مغاراً إلى أسطوله لاهباً وجدا

ستفرسه غضف الكلاب قبيل أن

يحل بهن اليوم أو يعمل الحدا

فأحدق شزراً فيه هكطور صارخاً

لقد جئت أمراً فولداماسنا إدا

لقد ملأ الأسماع ما أرضنا حوت

نضاراً بهيا أو نحاساً بها صلدا

وقد نفدت جلى الكنوز وبددت

فلست لها تلقى بأنفائها عهدا

بإفريجيا بيعت وأرض ميونةٍ

على حين عنا زفس منتقما صدا

وها هو عني الآن راضٍ منيلني

من النصر ما للفلك يطردهم طردا

تعست فصه لا تخدع الجند لن يروا

برأيك نصحاً أو أردهم ردا

هلموا إذاً للزاد لا تتشتتوا

وكل فتىً في حينه يحسن الرصدا

ومن بات في خوفٍ على المال فليقم

ويجمع لديه المال يطعمه الجندا

فخيرٌ لنا نلهو به جملةً ولا

نمتع بالأموال أعداءنا اللدا

وإن طر وجه الصبح دجج جيشنا

فتعقد دون الفلك كرته العقدا

فإن كر آخيلٌ إلى ساحة الوغى

رأى عجباً من قبل أن يرد الوردا

أبارزه لاهالعاً أو مولياً

ولا بد منا ماجدٌ يحرز المجدا

لكل همام كانت الحرب منهلا

فكم بطلٍ فيها يصد العدى أصدى

فضجت له الطرواد جهلاً وما دروا

بأن أثينا قد أضلتهم عمدا

وهكطور طرّاً وافقوا يغفلون ما

لهم فولداماسٌ بحكمته أبدى

وما لوا وما زالوا بملء انتظامهم

لزادٍ لهم ما بين تلك السرى مدا

وأما بنوا الإغريق آناء ليلهم

فقد لبثوا في مأتمٍ هدهم هدا

وبينهم أخيل في زفراتهم

يحن لفطرقل وقد أكبر الفقدا

على صدرٍ ذاك الإلف ألقى أكفه

يحاكي إذا ما أحدق الأسد الوردا

كأن ببطن الغاب أشباله بها

خلا قانصٌ فأربد واشتد واحتدا

وهب على آثاره بحزازةٍ

تحدره وهداً وتصعده نجدا

فصاح ألا رباه واعظم موعدٍ

وعدت منتيوساً ولن أصدق الوعدا

بمنزله عاهدته لأفنطسٍ

أعيدُ ابنهُ من بعد أن يقهر الضدا

ويهدم إليوناً ويرجع غانماً

وهيهات زفسٌ كل آمالنا أسدى

بإليون قد خط القضاء أن من

دماء كلينا الأرض محمرةً تندى

فلن يتلقاني أبثي الشيخ عائداً

وثيتس أمي بعد أن أعظما البعدا

أفطرقل مذ سيقت لذا الترب أعظمي

وبعدك لي قد خط أن أنزل اللحدا

فلست متمّاً مأتماً لك قبل أن

أذيق الردى هكطور قاتلك الجلدا

وشكته تلقى لديك ورأسه

فأذكي لك النيران مدخراً حمدا

ومن حولها اثني عشر رأساً بصارمي

أقضب من طروادة فتيةٍ مردا

فظل إذاً ملقىً لدى الفلك ريثما

أبر فذا عهدي ولن أخلف العهدا

فكم ثم طرواديةً دردنيةً

سبيناً بدارٍ بأسنا فوقها امتدا

ينحن عليك اليوم والليل كله

ويلطمن بض الصدر والنحر والخدا

وأوعز أن يعلى على النار مرجلٌ

وفي غسل جسم الميت من حينهم يبدا

ولما إلى في ساطع القدر ماؤهم

ففي غسله جد وقد أحسنوا الجدا

ونقوه من تلك الدماء وبادروا

لزيتٍ كثيفٍ يدلكون به الجلدا

وفي كل جرحٍ أفرغوا بلسماً مضى

لتسعة أعوامٍ تقادمه عهدا

وألقوه من فوق السرير وأسبلوا

من الرأس حتى تحت أقدامه بردا

ومن فوقه سترٌ من النسج أبيضٌ

وناحوا وآخيلٌ مدى ليلهم سهدا

فقال لهيرا زفس في قبة العلى

فلحت فآخيلٌ لقد أنف الصدا

فلا ريب في أن الأغاريق قد نموا

إليك وأضحى منك طارقهم تلدا

فقالت ألا يا ظالماً قد هزأت بي

وللإنس تلقى الإنس قد أحسنو العضدا

ولم يبلغوا من راسخ العلم علمناص

ولا مثلنا أوتوا بأرضهم الخلدا

وإني وإن ما كنت أسمى إلاهةٍ

وبعلي أخي من لا أقيس به ندا

فلم أعط أن أولي الطراود ذلةً

ولا قوم أرغوسٍ أنيل هنا رقدا

شرح ومعاني كلمات قصيدة تخلقت الطرواد لما الدجى أربدا

قصيدة تخلقت الطرواد لما الدجى أربدا لـ سليمان البستاني وعدد أبياتها سبعة و ستون.

عن سليمان البستاني

سليمان بن خطار بن سلوم البستاني. كاتب ووزير، من رجال الأدب والسياسة، ولد في بكشتين (من قرى لبنان) وتعلم في بيروت، وانتقل إلى البصرة وبغداد فأقام ثماني سنين، ورحل إلى مصر والأستانة ثم عاد إلى بيروت فانتخب نائباً عنها في مجلس النواب العثماني وأوفدته الدولة إلى أوربة مرات ببعض المهام، فزار العواصم الكبرى. ونصب (عضواً) في مجلس الأعيان العثماني، ثم أسندت إليه وزارة التجارة والزراعة، ولما نشبت الحرب العامة (1914- 1918م) استقال من الوزارة وقصد أوربة فأقام في سويسرة مدة الحرب، وقدم مصر بعد سكونها. ثم سافر إلى أميركة فتوفي في نيويورك، وحمل إلى بيروت. وكان يجيد عدة لغات. أشهر آثاره (إلياذة هوميروس - ط) ترجمها شعراً عن اليونانية، وصدّرها بمقدمة نفيسة أجمل بها تاريخ الأدب عند العرب وغيرهم، وله (عبرة وذكرى - ط) ، و (تاريخ العرب -خ) ، و (الدولة العثمانية قبل الدستور وبعده -ط) ، و (الاختزال العربي -ط) رسالة، وساعد في إصدار ثلاثة أجزاء من (دائرة المعارف) البستانية، ونشر بحوثاً كثيرة في المجلات والصحف.[١]

تعريف سليمان البستاني في ويكيبيديا

سليمان خطار البستاني (22 مايو 1856 - 1 يونيو 1925)، أديب لبناني. ولد في إبكشتين إحدى قرى إقليم الخروب التابع لقضاء الشوف بلبنان، وتلقى مبادئ العربية والسريانية من عم أبيه المطران عبد الله. وفي سن السابعة دخل المدرسة الوطنية في بيروت وبقي فيها ثماني سنوات أثبت فيها تفوقه وجده، وأحب منذ صغره الأدب والشعر فكان يقرأ كثيراً روائع الأدب العربي والغربي، ونال شهادة إتمام الدراسة بالمدرسة الوطنية سنة 1871.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. سليمان البستاني - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي