عرفت هيلانة جازعة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عرفت هيلانة جازعة لـ سليمان البستاني

اقتباس من قصيدة عرفت هيلانة جازعة لـ سليمان البستاني

عَرفَت هِيلانَةٌ جازِعَةً

رَبَّةَ الحُبِّ بِحَرِّ الحَرَبِ

دِقَّةُ الجِيدِ ولحظٌ لاهِبٌ

ومَشُوقُ الصَّدرِ لَم تَحتَجِبِ

فَلها قالت وما أَغراكِ أَن

تَخدَعِيني بَعدُ حَسبي نُوَبي

أَبإِفرِيجِيَةٍ بَعدُ فَتًى

تَطرَحِيني عِندَهُ بالوَصَبِ

أَم رُبى إِميُونَةٍ فيها بدا

لَكِ مَحبوبٌ رَفيعُ الحَسَبِ

أَخِداعاً يا ظَلُوماً جِئتنِي

ومَنيِلا نالَ فَخرَ الغَلَبِ

يَبتَغي رَدِّي لأَوطاني فما

آهِ أَشقاني وأَدهى نَصَبي

أَنا لا أَبغِي فَرِيساً أَبَداً

أَنتِ أُشرِبتِ هواهُ فاذهَبي

غادِري الأُولمِبَ والقَومَ العُلى

واتبَعِيهِ واحرُسِيهِ واصحَبي

واحمِلي مِنهُ الأَسى يَرضَكِ عِر

ساً لَهُ أو أَمَةً لَم تَطِبِ

لكِ لا لَستُ إِذَا تَابِعَةً

غِيدُ إِليُونَ إِذاً يَشمتَنَ بي

لَن أَحِلَّنَّ فِراشاً حَلَّهُ

وأَنالَ الخَزيَ طُولَ الحِقَبِ

حَسبِيَ العارُ وما حُمِّلتُهُ

من لَظَى النَّارِ وحَرِّ اللَّهَبِ

حَنِقَت قِبرِيسُ مِمَّا قابَلَت

قالَتِ اخشَي أن تَهيجِي غَبضَبى

واحذَرِي مِنِّي الجَفا راغِبَةً

عَن وِدَادٍ لِقِلىً مُنقَلِبِ

لَيسَ هَدُّ الوِفقِ أَمراً عَسِراً

ولَكِ البَلوَى وضِيقُ المَذهَبِ

وَجِلَت هِيلانةٌ واضطَرَبَت

وتَرَدَّت بِبهيِّ النُّقُبِ

إِثرَها صامِتَةً سارَت وقَد

حَجَبَتها بِكَثِيفِ السُّحُبِ

جاءَتا فارِيس في مَنزِلِهِ

والجَوَارِي بانتِظارِ الطَّلَبِ

سِرنَ عَنها وأُسِيرَت نَحوَهُ

وَهوَ في الغُرفةِ ماضي اللَّغَبِ

أجلَسَتها رَبَّةُ العِشقِ على

مَجلِسٍ دَانٍ لَهُ مُقتَرِبِ

حَوَّلَت عن وَجههِ أَنظارَها

ثُمَّ قالَت باللِّسانِ الذَّرِبِ

أَينَ ما تَزعَمُ من بَطشٍ بِهِ

فُقتَ إِقدَامَ مَنِيلا الأَشهَبِ

وادَّعيتَ السَّبقَ في طَعنٍ وفي

شدَّةِ البَأسِ وضَربِ القُضُبِ

آهِ لو جُندِلتَ في سَيفِ فتىً

كانَ بَعلاً لي وَكُلَّ الأَرَبِ

آهِ لو تَرجِعُ لا فاحرَص وَإِن

تَتَعَرَّض لِلقاهُ تَخِبِ

خَشيَتي يُوقِعُكَ الطَّيشُ بهِ

فَتُوَافي طَعنَةَ المُعتَطِبِ

قالً يَكفي مُنيَةَ النَّفسِ فَقَد

هِضتِ نَفسي بِعَنيفِ العَتَبِ

فأَثِينا شَدَّدَت ساعِدَهُ

وسِتُؤتَى النَّصرَ يَوماً عُضُبي

لي بآل الخُلدِ أَقوَى عِزوَةٍ

إِنَّما الآنَ أَوانُ الطَّرَبِ

لَم أَكُن قَطُّ كما الآنَ انا

بِفُؤَادٍ خافِقٍ مُضطَرِبِ

لا ولا يَومَ رَمانا الحُبُّ من

لَقدَمُونا فَوقَ بَحرٍ لَجِبِ

وَخَلَونا في رُبى إِكرَانِيا

عَن عَذُولٍ مُزعِجٍ مرتَقِبِ

لم تَشُقني قَطُّ هَبَّاتُ الهَوى

لَهَباً أَشغَفَ مِن ذا الَّلَهبِ

هاجَ نارَ الوَجدٍِ فيها رَاقياً

لِسَرِيرٍ لَهُما مُنتَصِبِ

تَبعَتهُ والكَرَى شَاقَهُما

بِأمانٍ فَوقَ فُرشٍ قشُبِ

ظَلَّ أَترِيذُ كَوَحشٍ كاسِرٍ

يَتَحَرَّى بِشَدِيدِ العَجبِ

لم يَكن بَينَ بَني الطُّروادِ وال

جَيشِ مَن شاهَدَ إِثرَ العَقِبِ

لو رأَوهُ أَنبَاؤا مَقَتُو

هُ كمَقتِ المَوتِ كلُّ الرُّتَبِ

فأَغَا مَمنُونُ نادى صارِخاً

بِهِم يَدعُو لِسمعِ الخُطَبِ

آلَ طُروادٍ ومَن والأَهُمُ

دَردَنيِّينَ وما مِنكُم غَبي

لَمنِيلا النَّصرَ أَبصَرتُم فهي

لانَةً بِذُخرِ الذَّهَبِ

واحبُوُنَّا جِزيَةً تُنمِي لِمَن

بَعدَنا الفَوزَ ونُجحَ الطَّلَبِ

ضَجَّتِ الإِغرِيقُ مُستَحسِنَةً

بِجِماها ضَجَّةَ المَطَّلِبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عرفت هيلانة جازعة

قصيدة عرفت هيلانة جازعة لـ سليمان البستاني وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن سليمان البستاني

سليمان بن خطار بن سلوم البستاني. كاتب ووزير، من رجال الأدب والسياسة، ولد في بكشتين (من قرى لبنان) وتعلم في بيروت، وانتقل إلى البصرة وبغداد فأقام ثماني سنين، ورحل إلى مصر والأستانة ثم عاد إلى بيروت فانتخب نائباً عنها في مجلس النواب العثماني وأوفدته الدولة إلى أوربة مرات ببعض المهام، فزار العواصم الكبرى. ونصب (عضواً) في مجلس الأعيان العثماني، ثم أسندت إليه وزارة التجارة والزراعة، ولما نشبت الحرب العامة (1914- 1918م) استقال من الوزارة وقصد أوربة فأقام في سويسرة مدة الحرب، وقدم مصر بعد سكونها. ثم سافر إلى أميركة فتوفي في نيويورك، وحمل إلى بيروت. وكان يجيد عدة لغات. أشهر آثاره (إلياذة هوميروس - ط) ترجمها شعراً عن اليونانية، وصدّرها بمقدمة نفيسة أجمل بها تاريخ الأدب عند العرب وغيرهم، وله (عبرة وذكرى - ط) ، و (تاريخ العرب -خ) ، و (الدولة العثمانية قبل الدستور وبعده -ط) ، و (الاختزال العربي -ط) رسالة، وساعد في إصدار ثلاثة أجزاء من (دائرة المعارف) البستانية، ونشر بحوثاً كثيرة في المجلات والصحف.[١]

تعريف سليمان البستاني في ويكيبيديا

سليمان خطار البستاني (22 مايو 1856 - 1 يونيو 1925)، أديب لبناني. ولد في إبكشتين إحدى قرى إقليم الخروب التابع لقضاء الشوف بلبنان، وتلقى مبادئ العربية والسريانية من عم أبيه المطران عبد الله. وفي سن السابعة دخل المدرسة الوطنية في بيروت وبقي فيها ثماني سنوات أثبت فيها تفوقه وجده، وأحب منذ صغره الأدب والشعر فكان يقرأ كثيراً روائع الأدب العربي والغربي، ونال شهادة إتمام الدراسة بالمدرسة الوطنية سنة 1871.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. سليمان البستاني - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي