قوم الأغارق قد لهوا بجريحهم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قوم الأغارق قد لهوا بجريحهم لـ سليمان البستاني

اقتباس من قصيدة قوم الأغارق قد لهوا بجريحهم لـ سليمان البستاني

قَومُ الأَغارِقِ قد لَهَوا بِجَرِيحهِم

وَعَلَيهِمِ زَحَفَت قُوى الأَعداءِ

فَتَقَنَّعُوا بِسِلاحِهِم وتَقَدَّموا

مُستَلئِمينَ لِساحةِ الهيجاءِ

أَفلا رَأَيتَ مَلِيكَهُم قد هَبَّ لا

مُتَقَاعِداً بِتَقَاعُسِ الجُبَناءِ

بَل سارَ يَبرَحُ مَتَنَ مَركَبَةٍ زَهَت

بِنَحاسِها لِموَاقِعِ الإِجراءِ

أَلقى أَزمَّة ضابِحاتِ جِيَادِها

لاُرِيمِذُونٍ نُخبَةِ الأُمَناءِ

وإِلَيهِ أَوعَزَ أَن يَظَلَّ بِقُربهِ

لِيلِيهِ حِينَ مَشَقَّةٍ وعَياءِ

ومَضى عَلى قدَمَيهِ يُنفِذُ أَمرَهُ

بِمواقِفِ النُّبَلاءِ والأُمرَاءِ

بالحَزمِ يًثبِتُ عَزمَ كلِّ كَتِيبةٍ

نَهضت بِبأسٍ ثابتٍ وبَلاء

يا أَيُّها الإِغرِيقُ لا تَتَرَدَّدُوا

بُرجُ النِّفاقِ عِمادُهُ تَتَهَدَّمُ

أَعدَاؤُنا نَقَضُوا العِهَادَ خِيانَةً

وَعنِ الخِيانةِ إِنَّ زَفسَ لَيَنقِمُ

وَلَسَوفَ تَفَترِسُ الطُّيورُ لُحومَهُم

وجميعُ أَنقاضِ البلادِ تُقَصَّمُ

وَلسَوفَ تُحرِزُ فُلكُنا أَزوَاجَهُم

وَبَنِيهِمِ ودِيَارُهُم تَتَرَدَّمُ

ويَمِيلُ بالتَّعنِيفِ مُحتَدِماً على

مَن ذَلَّ تَحتض الأَزمَةِ الَّلاواءِ

يا أَيُّها الجُندُ الأُولى زَعَمُوا البَلا

وَتَذلَّلُوا بِقوىً غَدَت تَتَفَصَّمُ

أَفَلا خَجِلتُم مُذ وَجِلتُم رِعدَةً

كالإٍيَّلِ الواهي يُراعُ ويُرغمُ

وإِذا تَمَلَّكَهُ العَياءُ بِجَرِيهِ

البَرِّ يَلبَثُ جازِعاً يَتَهَضَّمُ

حتَّى مَ يُقعِدُكُم تَبَاطؤُكُم فَهَل

رُمتُم لِفُلكِكُم العِدى تَتقَدَّمُ

وَعَلَيكُمُ تَنقَضُّ في جُرُفٍ طَغَا

لِيُمَدَّ مِن زَفسٍ إِلَيكُم مِعصَمُ

خاضَ الصُّفُوفَ يَجُوبُ في دُفَّاعِها

لِحِما بَني إِقرِيطشَ النُّجَباءِ

أَلفاهُمُ بِدُرُوعِهِم وإِذُو مِنٌ

يَشتَدُّ كالخِرنَوصِ في البيداءِ

ساقَ الطَّلِيعةَ يَستَجِيشُ مُخَلِّفاً

مِريُونَ عِندَ السَّاقَةِ الجَأواءِ

فَاهتَزَّ مِن طَرَبٍ لِشدَّةِ بَأسِهِ

وَعَلَيهِ قامَ يُفِيضُ خَيرَ ثَناءِ

حُيِّيتَ مِن بَطَلٍ أُجِلُّ مُعَظِّماً

يَومَ الوَحى وبِكُلِّ ما يَتَجَشَّمُ

وإِذا الولائِمُ أُولِمَت وغَدَت على ال

زُّعَماءِ أَقداحُ التَّفَاخُرِ تُقسَمُ

فَلِسَهمهِم حَدٌّ وَسَهمُكَ طَافِحٌ

وكذَاكَ سَهمِي لا يُحَدُّ ويُحسَمُ

تَتَناوَلُ الأَقداحَ مَهما شِئتَها

حَتَّى تَطِيبَ وأَنتَ عَنها تُجحِم

زَحفاً تَعَوَّدتَ الفَخارَ سَجِيَّةً

أَبَداً وأَنتَ الفَائِزُ المُتَحَكِّمُ

فَأَجابَ يا أَترِيذُ سَوفَ أَبَرُّبا ل

عَهد القَدِيمِ وسابِقِ الإِيماءِ

وأَنا ظَهِيرُكَ فادعُوَنَّ إِلى الوَغى

لِتَشُبَّ حَالاً سائِرُ النُّصَراءِ

آلى العُداةُ فأَخلَفُوا فَليَجرَعُوا

مَضَضاً جَزاءَ الخُلفِ بالإِيلاءِ

جَذَلاً مَضى أَترِيذُ مُندَفِعاً على

هبِّ النِسيمِ لِسائِرِ الزُّعَماءِ

أَلفى الايَاسَينِ الَّلذَينِ تَدَجَّجا

وَهُنا المُشاةُ كغَيمَةٍ سَوداءِ

دَلَفُوا بِجَحفَلِ فِتيَةٍ فَتَّاكَةٍ

بِمَنَاصلٍ وعَوَاملٍ صَمَّاءِ

كغَمامَةٍ قَارِيَّةِ سَبَحَت عَلى

وَجهِ البِحارِ بِشدَّةِ الأَنوَاءِ

فَتَلوحُ للرَّاعي فَيَخفُقُ سائِقاً

سِربَ الشِّياهِ لأَكهُفِ الظَّلماءِ

فارتاحَ أَترِيذٌ وَقالَ مُخَاطِباً

لَهُما بِحَرِّ الهَولِ والأَرزاءِ

إِيهٍ زَعِيمَي رَهطِ دُرَّاعِ الحَديِ

دِ فإنَّ مِثلَكُما يَكُرُّ ويُقدِمُ

حسبي بِنَفِسكُما تُثِيرُ الوَغى

هِمَمَ الجُنُودِ بِهمةٍ تَتَجَهَّمُ

لَو آهِ زَفسُ وآلُهُ مَنُّوا وما

احكَمتُما كُلُّ الكتَائِبِ أَحكَمُوا

لَتَهدَّمَت إِليُونُ تَحتَ ذِراعِنا

عَجَلاً وشُمُّ عِمادِها تَتَحَطَّمُ

ثُمَّ انثَنى لِسِوَاهُمُ فَبَدا لَهُ

بِذَوِيهِ نَسطُرُ أَفصَحُ الخُطَباءِ

قَد قامَ يَنظِمُ جَيشَهُ مُستَنهِضاً

وهُنا بِيَاسٌ نُخبَةُ الصُّلحاءِ

والملكُ هِيمُونٌ خُرُومِيسُ أَلَس

تَرُ فِيلَغُونُ وسائِرُ النجداءِ

جَعَلَ الطَّلِيعَةَ خَيلَهُ وعِجالَهُ

ومُشَاتُهُ في سَاقَةٍ شَهباءِ

والقَلبَ أَودَعَ كُلَّ نِكسٍ واهِنٍ

عافَ الِّلقاءِ لِيَلتَجي لِلقاءِ

وبدا يَحَثُّهُمُ لِكلِّ كرِيهةٍ

والصبرِ في السرَّاءِ والضرَّاءِ

لا تَقحَمُوا بِعِجالِكُم وتَبَدَّدُوا

مُستَهدِفِينَ لغَارَةٍ شَعوَاءِ

وَحذَارِ تَغتَرُّونَ في بَأسٍ لَكُم

ومَهارَةٍ في الحَثِّ والإعداءِ

بِكَتائِبِ الأَعداءِ تَنفَرِدُونَ أو

أَن تنكُصُوا بِجَبانَةٍ لِوَراءِ

فَبِذا يَهُونُ على العَدُوِّ نَكَالُكُم

وبِذاك أَعظَمُ شِدَّةٍ وعَناءِ

وَبِأَيكُم كَبَتِ الجِيادُ وقد لَجَا

لِسواهُ مِنكُم مُبِلاً لِنَجاءِ

بالرُّمحِ فَليَلقَ العُدَاةَ فَإِنَّما

هَذا يَقيناً أَصوَبُ الآراءِ

أَسلافُنا هَدَمُوا كَذا بِدَهَائِهِمِ

أَسوارَ مَدِينَةٍ شَمَّاءِ

طَرِبَ المَلِيكُ لِحَزمِ نَسطُورَ الذي

خُبِرَت مَخَابِرُهُ بِطُولِ بَقاءِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة قوم الأغارق قد لهوا بجريحهم

قصيدة قوم الأغارق قد لهوا بجريحهم لـ سليمان البستاني وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن سليمان البستاني

سليمان بن خطار بن سلوم البستاني. كاتب ووزير، من رجال الأدب والسياسة، ولد في بكشتين (من قرى لبنان) وتعلم في بيروت، وانتقل إلى البصرة وبغداد فأقام ثماني سنين، ورحل إلى مصر والأستانة ثم عاد إلى بيروت فانتخب نائباً عنها في مجلس النواب العثماني وأوفدته الدولة إلى أوربة مرات ببعض المهام، فزار العواصم الكبرى. ونصب (عضواً) في مجلس الأعيان العثماني، ثم أسندت إليه وزارة التجارة والزراعة، ولما نشبت الحرب العامة (1914- 1918م) استقال من الوزارة وقصد أوربة فأقام في سويسرة مدة الحرب، وقدم مصر بعد سكونها. ثم سافر إلى أميركة فتوفي في نيويورك، وحمل إلى بيروت. وكان يجيد عدة لغات. أشهر آثاره (إلياذة هوميروس - ط) ترجمها شعراً عن اليونانية، وصدّرها بمقدمة نفيسة أجمل بها تاريخ الأدب عند العرب وغيرهم، وله (عبرة وذكرى - ط) ، و (تاريخ العرب -خ) ، و (الدولة العثمانية قبل الدستور وبعده -ط) ، و (الاختزال العربي -ط) رسالة، وساعد في إصدار ثلاثة أجزاء من (دائرة المعارف) البستانية، ونشر بحوثاً كثيرة في المجلات والصحف.[١]

تعريف سليمان البستاني في ويكيبيديا

سليمان خطار البستاني (22 مايو 1856 - 1 يونيو 1925)، أديب لبناني. ولد في إبكشتين إحدى قرى إقليم الخروب التابع لقضاء الشوف بلبنان، وتلقى مبادئ العربية والسريانية من عم أبيه المطران عبد الله. وفي سن السابعة دخل المدرسة الوطنية في بيروت وبقي فيها ثماني سنوات أثبت فيها تفوقه وجده، وأحب منذ صغره الأدب والشعر فكان يقرأ كثيراً روائع الأدب العربي والغربي، ونال شهادة إتمام الدراسة بالمدرسة الوطنية سنة 1871.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. سليمان البستاني - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي